يؤثر قلق الوالدين وإدمان الشاشات على إدمان الأطفال على الشاشات. في عالم اليوم، أصبح للشاشات دور مهيمن في حياتنا. أجهزة التلفاز والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية - نحن محاطون باستمرار بهذه الأدوات التكنولوجية التي تجعل حياتنا أسهل، ولكن يمكن أن تشكل مخاطر أيضاً. أحد هذه المخاطر هو إدمان الشاشات، وهي ظاهرة تؤثر على المزيد والمزيد من الناس، البالغين والأطفال على حد سواء. دراسة علمية (https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC9566204/) أظهرت أنه إذا كان الآباء معتمدين على الشاشة، فإن أطفالهم معرضون أيضًا لخطر الاعتماد على الشاشة.
من المهم فهم مفهوم إدمان الشاشة. فالمسألة ليست مجرد مسألة استخدام الأدوات الرقمية بشكل متكرر، بل هي مسألة إدمان حقيقي، لدرجة أن الفرد يشعر بعدم الارتياح أو حتى القلق عندما لا يستطيع استخدام هذه الأدوات. يمكن أن يؤدي هذا الإدمان إلى مجموعة من المشاكل، من اضطرابات النوم إلى مشاكل صحية أكثر خطورة، مثل السمنة أو مشاكل النظر.
يلعب الآباء دورًا حاسمًا في تنمية هذا الإدمان لدى أطفالهم. يميل الأطفال بطبيعتهم إلى تقليد سلوك والديهم. فإذا كان آباؤهم يقضون الكثير من الوقت أمام الشاشات ويبدون قلقين عندما لا يستطيعون القيام بذلك، فمن المحتمل جدًا أن يتبنى أطفالهم نفس السلوك.
والأكثر من ذلك، فإن الأسرة التي يدمن فيها الوالدان على الشاشات من المرجح أن تكون أسرة يكون التواصل فيها محدودًا. في كثير من الحالات، تُستخدم الشاشات كبديل للتواصل وجهاً لوجه. وبالتالي، ينشأ الأطفال في بيئة يكون المعيار فيها هو قضاء الوقت أمام الشاشة بدلاً من التفاعل مع الآخرين. وقد يؤدي ذلك ليس فقط إلى إدمان الشاشات، ولكن أيضًا إلى مشاكل في التنشئة الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما يستخدم الآباء القلقون الشاشات كوسيلة لتسلية أطفالهم أو تهدئتهم. وفي محاولة منهم للسيطرة على قلقهم، قد يشجعون أطفالهم دون وعي منهم على استخدام الشاشات كشكل من أشكال التهدئة الذاتية. وهذا يمكن أن يؤدي بسهولة إلى الإدمان على المدى الطويل.
تعريف القلق :
القلق هو انفعال غالبًا ما يكون شعورًا مزعجًا ويتوافق مع توقع واعٍ بشكل أو بآخر لخطر أو مشكلة قادمة. القلق ظاهرة طبيعية موجودة لدى جميع الأفراد. ومع ذلك، يمكن أن يصبح مفرطًا ومرضيًا في حالات مختلفة: وتُعرف هذه الحالات باضطرابات القلق.
ويغلب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق هذا الشعور بالانزعاج أو الخوف الثانوي بسبب التوقع المفرط للصعوبات المحتملة حتى قبل ظهور المشاكل، أو حتى قبل أن يحدد الشخص ما يخشاه بالضبط.
المصدر : https://www.anxiete.fr/troubles-anxieux/trouble-anxieux-generalise/anxiete/
يشير الأطباء النفسيون أحياناً إلى ذلك باسم "الخوف بلا هدف".
من الضروري أيضًا ملاحظة أن الشاشات ليست سيئة في جوهرها. فقد تكون أدوات تعليمية قيّمة وتوفر فرصًا للترفيه والاسترخاء. ومع ذلك، وكما هو الحال مع أي شيء، يمكن أن يكون الاستخدام المفرط ضارًا. لذا من الضروري وضع حدود واضحة وتشجيع الاستخدام الصحي والمتوازن للشاشات.
وختاماً، فإن إدمان الشاشات مشكلة معقدة غالباً ما تكون نتيجة لعدد من العوامل، بما في ذلك سلوك الوالدين. لذلك من الضروري أن يكون الآباء والأمهات على دراية باستخدامهم للشاشات والإشارات التي يرسلونها لأطفالهم. ومن المهم أيضًا تعزيز الاستخدام الصحي للشاشات وضمان حصول الأطفال على مجموعة متنوعة من الأنشطة خارج الشاشة. من خلال اعتماد نهج متوازن وواعٍ لاستخدام الشاشات، يمكننا المساعدة في منع إدمان الأطفال على الشاشات وتعزيز رفاهيتهم بشكل عام.
المرجع :
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC9566204/
https://www.anxiete.fr/troubles-anxieux/trouble-anxieux-generalise/anxiete/